العناية الإلهية - ثانيًا التزامن
ثانياً: التزامن (التوافق)
فالله يتعاون مع الاشياء المخلوقة في كل عمل تقوم به موجها خصائصها المتمايزة بشكل يجعلها تتصرف على النحو الذي تتصرف به .
يقول بولس في اف 1: 11 ان الله: يعمل(ينجز) كل شيء حسب رأي مشيئته. اي ان الله يعمل كل شيء حسب مشيئته الخاصة ولا يخرج حدث في الخليقة عن عنايته. ولا نستطيع ان نرى هذه الحقيقة لولا ان الكتاب المقدس اعلنها لنا.
1- الخليقة الجامدة: في الطبيعة نحن نرى توافقات عادية من المطر و البرد و النار و الخ.. لكن الكتاب يقول ان الله يفعل و يتحكم في هذه الامور فهو محدثها . ليس لأن ليس لهذه الامور اسباب علمية نستطيع تحليلها لكن مجرد سريان هذه الامور بشكل طبيعي بالنسبة لوجهة نظر المراقب الارضي فهو ايضا يتزامن مع حدوثها ففي يده ان يمنع ايضا حدوثها او التحكم فيها بحسب ما يرى كما سنناقش في النقطة القادمة .. لذلك فالله لم يخلق نظام كوني دقيق وتركه ليحدث تلقائيا لكن مجرد حدوثه بشكل عادي طبيعي علمي ففيه تزامن من الله مع هذا الحدث.
· في سفر ايوب نجد الكثير عن هذا ،فعلى سبيل المثال (اي 37: 6 -13) و اي(38: 22-32 )
· مز 135: 6 -7: كل ما شاء الرب صنع في السموات و في الارض في البحار و في كل اللجج. المصعد السحاب من اقاصي الارض الصانع بروقاً للمطر . المخرج الريح من خزائنه .
· مز 104: 14: المنبت عشبا للبهائم وخضرة لخدمة الانسان، لإخراج خبز من الارض.
· يوجه الله النجوم ايضا ففي اي 38 : 32 يقول الله لأيوب انه المتحكم في مجموعات النجوم .
· اكد الرب يسوع تلك الحقيقة عندما قال ان الله (يشرق شمسه على الاشرار و الصالحين و يمطر على الابرار و الظالمين (مت 5 : 45 )
2- الحيوانات : هو يطعم حيوانات البرية (كلها اياك تترجى لترزقها قوتها في حينه. تعطيها فتلتقط. تفتح يدك فتشبع خيراً تحجب وجهك فترتاع) مز 104 : 27 -29 . وأكد الرب يسوع على هذه الحقيقة عندما قال انظروا طيور السماء. أبوكم السماوي يقوتها (مت 6 :26). وقال ان عصفور واحدا لا يسقط على الارض بدون( ارادة ) ابيكم (مت 10 : 29) .
3- الاحداث العشوائية او المصادفات (القرعة): يقول سفر الامثال 16: 33(القرعة تلقى في الحضن و من الرب كل حكمها) لذلك نؤمن انه حتى ما ندعوه صدفة هي موجهه من قبل الله .
4- احداث يحدثها الله بشكل كامل و يحدثها المخلوق بشكل كامل ايضاً : كما تحدثنا في النقاط السابقة عن المخلوقات و الصدفة حتى فالعلم يستطيع بشكل دقيق دراسة الكون و التنبؤ بالطقس او حتى قياس القوة التي يدفع بها الشخص العملة لعمل القرعة (صورة وكتابة) وتحديد النتائج بصورة علمية دقيقة و هذا صحيح ولكن الجانب الإيماني الكتابي يقول ان الله ليس متداخل بشكل جزئي مؤثر فقط على النتائج لكنه هو الفاعل ايضا بشكل كلي فالله هو المرسل الامطار و مطعم الحيوانات ... الخ ، فمن خلال تزامنه الكامل مع خصائص تلك المخلوقات التي يمكن للعلم دراستها يفعل مشيئته من خلال كل الاحداث التي تفعلها تلك المخلوقات فيظل المخلوق هو الفاعل لتلك الامور بنسبة 100 % و الله ايضاً بنسبة 100 % (وفي هذا لغز عجيب) ولا يمكن تشبيه هذا الشيء بأي تشبيه بشري مطلقاً لان لو لنا وكيل فعل اي شيء فنحن محاسبون على فعله ولكن اللغز هنا هو ان ما يفعله المخلوق كوكيل لله على الارض هو فقط سيحاسب عليه بالرغم من ان الله فاعل فيه ليحقق مشيئته. فتعمل المقاصد الالهية لكل حدث كعلة موجهة غير مرئية من وراء الكواليس ، و كل ما هو مخلوق يعمل بطرق منسجمة مع خصائصه بحيث يستطيع المراقب البشري دراسة هذه الخصائص و ملاحظتها.
5- شئون الشعوب:
· في اي 12 : 23 نقرأ عن الله انه" يكثر الامم ثم يبيدها. يوسع للأمم ثم يشتتها"
· مز 22 : 28 " لأن للرب الملك ،وهو المتسلط على الامم"
· الله ايضا حدد زمان وجود كل امة و مكانها على الارض، اذ يقول بولس في اع 17 : 26 "صنع من دم واحد كل امة من الناس يسكنون على وجه الارض ، وحتم بالاوقات المعينة و بحدود مسكنهم"
· في دا 4 : 34 -35 : نجد تسبيح نبوخذ نصر بعد توبته : انه الله" يفعل كما يشاء في جند السماء و سكان الارض ولا يوجد من يمنع يده او يقول له ماذا تفعل"
6- في كل جوانب حياتنا:
· نصلي خبزنا كفافنا اعطنا اليوم (مت 6 :11) رغم اننا نعمل من اجل طعامنا
· في 4: 19 "يملأ الهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد.
· الله يخطط ايامنا قبل ان نولد : يؤكد داود في مز 139 : رأت عيناك اعضائي (ايامي)و في سفرك كتبت يوم تصورت اذ لم يكن واحداً منها، و يقول ايوب عن ايام الانسان : محدودة (مقررة) وعدد اشهره عندك ، و قد عينت اجله فلا يتجاورز (اي 14 : 5)
· رأى ذلك بولس عندما تحدث عن نفسه " افرزني من بطن امي" (غل 1 : 15) و ارميا خاطبه الله :قبلما صورتك في البطن عرفتك (اخترتك) و قبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبياً للشعوب (ار 1: 5)
· تصرفاتنا تحت عناية الله فبه نحيا و نتحرك اع 17 :28
· يعترف ارميا قائلا : ليس للانسان طريقه . ليس لإنسان يمشي ان يهدي خطواته (ار 10 : 23)
· ام 20 : 24 "من الرب خطوات الرجل.
· ام 16 : 9 "قلب الانسان يفكر في طريقه ، و الرب يهدي خطواته"
· ام 16: 1 "للانسان تدابير القلب، ومن الرب جواب اللسان" في هذه الآية توضيح انه عندما يتعلق الامر بالصراع بين الله والانسان فان الغلبة لن تكون للانسان بل ان الله سيحقق مقاصده.
· مز 75 :6- 7 "لأنه لا من المشرق ولا من المغرب ولا من برية الجبال. ولكن الله هو القاضي. هذا يضعه و هذا يرفعه" فهو كما قالت عنه العذراء مريم لنه انزل الاعزاء عن الكراسي و رفع المتضعين" (لو 1: 52 )
· مز 127 :3 "هوذا البنون ميراث من عند الرب ،ثمرة البطن اجرة"
· ايضا مواهبنا وقدراتنا هي من عند الرب، تساءل بولس في رسالته الاولى لأهل كورنثوس 4: 7 "اي شيء لك لم تأخذه؟ وان كنت قد اخذت، فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ؟"
· الله يؤثر على قرارات الحكام " قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله" ام 21 :1
· مز 33 : 14 -15 "من مكان سكناه تطلع الى جميع سكان الارض. المصور قلوبهم جميعاً المنتبه الى كل اعمالهم"
· الله يقوم على نحو خاص بتوجيه رغبات المؤمنين و ميولهم عاملاً فيهم" ان تريدوا و ان تعملوا من اجل المسرة" (في 2 : 13)
يجب ان تحترس من سوء الفهم فلا يجب فهمنا ان توجيه الله المتعلق بعنايته الغير منظورة الى بطلان خياراتنا و اعمالنا . فنحن هامون ومسؤولون. ولدينا خيارات حقيقية تنتج نتائج حقيقية.
فكما ان الصخرة صلبة حقاً لان الله خلقها بخصائص صلبة و الماء سائل لأن الله خلقه بخصائص السيولة. فإن خياراتنا حقيقية وتحمل تأثيرات هامة، لأن الله خلقنا بهذه الطريقة الرائعة اننا احرار وخياراتنا حرة ومؤثرة.
و لكن الكتاب لا يشرح لنا كيف يجمع الله ما بين سيطرته المتعلقة بعنايته و بين خياراتنا الارادية . لكن يجب علينا عوضاً عن انكار احد الجانبين (لعدم قدرتنا على تفسير كيف يمكن ان يكون كلاهما صحيحا) ، ان نقبلهما معاً لنكون امناء لتعاليم الكتاب المقدس.
· يمكن للمثال التالي مساعدتنا في الفهم : لنتخيل انه في مسرحية ما احد الشخصيات(أ) قتل شخصية اخرى (ب) .. فإذا طرحنا السؤال: من قتل (ب)؟ فالإجابة الاولى بالنسبة لنا تكون (أ) وهو المسؤول عن القتل ومن يجب محاسبته.. و لكن هناك اجابة اخرى و هي ان مؤلف المسرحية هو من قتل (ب) بصفته الخالق لهذه المسرحية ..
· ولكن اشخاص تلك المسرحية ليسوا حقيقيون و لا يمتلكون ارادة حرة مثلنا .. و الرد على ذلك ان الله اعظم و احكم منا الى حد نهائي .. فاذا استطاع البشر خلق اشخاص غير حقيقيين في مسرحية، فقد صنع الله اشخاصا حقيقيين يستطيعوا ان يصنعوا قرارات طوعية بإرادتهم الحرة وفي نفس الوقت يحقق الله من خلالها ارادته ايضاً في هذا الكون الحقيقي غير الافتراضي.
7- ماذا عن الشر؟ هل يتسبب الله في الشر؟ هل الله مسؤولاً عن الخطية؟
· لا يقوم الله بالشر بكل تأكيد بشكل مباشر: فكما قلنا في صفات الله انه صالح و قدوس ولا يقوم بالشر مطلقاً ، لكن الكتاب يظهر الله احيانا انه يقوم بإحداث اعمال شريرة من خلال التصرفات الطوعية للمخلوقات الحرة سواء البشر او الارواح الشريرة وكأمثلة كتابية:
§ قصة يوسف: اخطأ اخوته في حسدهم له (تك 37 ) و ابغضوه و القوا به في البئر. غير ان يوسف كان بمقدوره القول انه "لاستبقاء حياة ارسلني الله امامكم" تك 45 :5 . وايضا ً" أنتم قصدتك لي شراً، واما الله فقصد به خيراً" تك 50: 20.
§ قصة الخروج من مصر : قيل عدة مرات ان الله اشدد قلب فرعون او قسى قلبه .،وحقا ان فرعون هو من قسى قلبه : فالله وعد قبل بداية الاحداث انه سوف يقسي قلب فرعون ( خر4 :21 و خر 7: 3 ) و نحن نقرأ ان فرعون قسى قلبه في( خر 8 :15) فبحسب مبدأ التزامن و التوافق فالحدثين صحيحين في نفس الوقت (ففرعون بإرادته الحرة و شره قسى قلبه لكيلا يخرج الشعب و الله ايضا بسلطانه المطلق قسى قلب فرعون) . وهذا ينطبق على كل الشر الي في العالم فكل منا بداخله رغبات شريرة بسبب طبيعتنا الساقطة .. و من خلالها يتم ايضا تحقيق مقاصد الله الصالحة ففي تعليق بولس على هذه القصة في رو 9: 17 يقول الكتاب لفرعون اني لهذا اقمتك لكي اظهر فيك قوتي و لكي ينادى بإسمي في كل الارض" فالله يرحم من يشاء و يقسي من يشاء رو 9: 18. و ليس فرعون فقط فالكتاب يقول انه الله شدد قلوب المصريين ليخرجوا ورائهم فأتمجد بفرعون و كل جيشه بمركباته و فرسانه (خر 14 : 17 ).
§ في حروب يشوع للكنعانيين يقول الكتاب: لأنه كان من قبل الرب ان يشدد قلوبهم حتى يلاقوا اسرائيل للمحاربة فيحّرموا" يش 11 : 20.
§ كانت مطالبة شمشون بالزواج من امرأة فلسطينية من الرب لأنه كان يطلب علة على الفلسطينيين ليقاتلهم. قض 3 : 12
§ لم يسمع ابني عالي لتوبيخ والدهم على اعمالهم الشريرة "لأن الرب شاء ان يميتهم " (1صم 2: 25).
§ الملك شاول جاء له روح ردئ من قبل الرب ليعذبه (1 صم 16 : 14)
§ عندما أخطأ داود قال له الرب من خلال النبي ناثان ان الرب سيقيم عليه الشر من بيته (2 صم 12 : 11 ). و تمت هذه النبوات بموت ابنه الذي من بثشبع. و عندما لعن شمعي داود و القى الحجارة عليه و على عبيده (2 صم 16 : 5- 8 ) رفض داود الانتقام و قال لجنوده دعوه لأن الرب قال له (2 صم 16 : 11)
§ عندما اخطأ داود بعدّ الشعب : نقرأ ان الرب حرض داود لعدّ الشعب 2 صم 24 : 1) و ايضاً ان الشيطان هو من وقف ضد اسرائيل و اغوى داود ليحصي اسرائيل 1 اخ 21 : 1 . لذلك نجد في هذا المثال التوضيح لفهم التأثيرات الثلاثة على عمل واحد: لقد عمل الله لتحقيق مقاصده بتأديب الشعب من خلال الشيطان الذي حرض داود على ان يخطئ ولكن الكتاب يعتبر داود مسئولاً عن تلك الخطية .
§ في قصة ايوب : رغم ان الله اذن للشيطان ان يوقع الاذى بممتلكات ايوب و ابنائه . ورغم ان الشر جاء من خلال السبئيين و الكلدانيين و العاصفة ايضاً الا ان ايوب نظر الى ما هو ابعد ليرى ما جاء هو من الرب عندما قال ان الرب اعطى و الرب اخذ؛ فليكن اسم الرب مباركاً (ايوب 1: 21) و يتابع الكاتب بعد هذا التصريح ليقول "في كل هذا لم يخطئ ايوب ولم ينسب لله جهالة" فهو لم يلوم الرب على هذا الفعل لكنه في نفس الوقت رأى سلطانه انه هو الذي اخذ.
§ جعل الله روح كذب في افواه جميع انبياء اخاب (1 مل 22 :23 ) و ارسل الاشوريين بصفتهم "قضيب غضبي “لمعاقبة اسرائيل (اش 10: 5) و ارسل البابليين ضد اسرائيل (ار 25 : 9 )وفي نفس الوقت عاقب هذه الامم على شرها (ار 25 : 12 )
§ الانبياء الكذبة ايضاً :" اذا ضل النبي و تكلم كلاماً فانا الرب قد اضللت ذلك النبي، و سأمد يدي عليه و ابيده من وسط شعبي اسرائيل " (حز 14 :9) و ذلك لجلب الدينونة على اسرائيل.
§ يتساءل النبي عاموس عدة اسئلة يفهم ضمنياً ان اجابتها "لا" ام يضرب بالبوق في المدينة والشعب لا يرتعد؟ هل تحدث بلية في مدينة والرب لا يصنعها؟ عا 3: 6. وتتبع ذلك سلسلة من الكوارث قد اعطاها الله كدينونة على شعبه في باقي نبوة عاموس.
§ قصة يونان: فالرجال الذين طرحوا يونان في البحر كانوا يستسمحون الله و هم يفعلون ذلك لكن يونان قال في صلاته ان الله هو من طرحه في البحر(يون 2: 3)
§ أكبر القصص تقول ان الله كان متزامناً مع أشر الاحداث في التاريخ هي قصة الصليب: فالله لم يقضي بفعل الحدث فقط لكن ايضاً كل تفاصيله: نقرأ في اع 4 :27-28) صلاة الكنيسة: "لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس البنطي مع امم وشعوب اسرائيل، ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك ومشورتك ان يكون" ويوضح بطرس هذه في عظته يوم الخمسين" هذا (يسوع) اخذتموه مسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي اثمة صلبتموه وقتلتموه (اع 2: 23). فبطرس لم ينسب لله قط اي فعل شرير لكن الاثمة هم من فعلوا ذلك ليتمموا مشيئته المحتومة.
8- وكتحليل لتلك القضية “الله والشر" نقول:
أ- يستخدم الله كل الاشياء لتنفيذ مقاصده حتى انه يستخدم الشر لمجده، ومن اجل خيرنا فهو يجعل كل الاشياء تعمل معاص للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعون حسب قصده (رو 8 : 28).
كما اننا ندرك ان الله يتمجد حتى في عقابه للشر. فيخبرنا الكتاب المقدس ان الله يستخدم الاشرار في يوم الشر (يوم اقامة الدينونة والضيق) "الرب صنع الكل لغرضه والشرير ايضاً ليوم الشر (ام 16: 4).
و يقول كاتب المزامير "غضب الانسان يحمدك" مز 76 :10 (اي ان شر الانسان يمجد الله بطريقه غير مباشرة في تحقيق مقاصد الله)
ب- الله لا يفعل الشر ابداً و لا يلام على الشر. فمثلا يقول الرب يسوع "وابن الانسان ماض كما هو محتوم، ولكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه" لو 22:22
و يقول بوجه عام عن الشر في العالم" ويل للعالم من العثرات .فلابد ان تأتي العثرات، ولكن ويل للانسان الذي به تأتي العثرة" مت 18 : 7.
ويتحدث يعقوب عن ان الله لا يجرب احد بالشرور اي لا يغرينا لفعل الشر لكن السبب هو في شهواتنا الداخلية (يع 1: 13 -14 )
ج- يلوم الله المخلوقات الادبية (ذات الطبيعة الاخلاقية) فهم المسؤولون عن فعل الشر.
د- الشر حقيقي وليس وهماً ولا يجب علينا فعله لأنه يؤذينا ويؤذي الاخرين. ويجب ان نصلي نجنا من الشرير (الشر). وعلينا رد الناس عن فعل الشر بحب وعلى الحكومات الحد من الشر بالقوة.
ه- بغم كل العبارات السابقة يجب ان نعترف اننا لا نقدر ان نفهم كل هذه العقيدة لأننا نتعامل مع الله الغير محدود. فنحن لا نعلم متى يتدخل الله لمنع الشر و متى يسمح به و يستخدمه للخير في النهاية.. فالله له اسلوبه الحكيم في ادارة العالم.
· ملحوظة هامة: يقول القديس اغسطينوس" يوجد فرق كبير بين ما يليق بالإنسان وما يليق بالله.. فمن خلال الارادات الشريرة للأشرار يحقق الله ارادته البارة" وكما يستخدم أحدهم التشبيه لوالد يستخدم سكيناً حادة لكنه لا يسمح لطفله باستخدامها، ليبين ان الله نفسه يستخدم الشر من اجل تحقيق مقاصده الصالحة لكنه لا يسمح ابداً لأولاده بأن يفعلوا ذلك.
9- هل نحن احرار؟ هل نملك ارادة حرة؟
عندما نسأل ان كانت لدينا ارادة حرة فأن من الضروري ان نكون واضحين حول المقصود بهذا التعبير فالكتاب المقدس لا يقول اننا احرار بمعنى اننا خارج سيطرة الله. فنحن محدودين الارادة . فالله احيانا يضع قيود على ارادتنا الحرة .. فنحن لسنا مثل الله الذي يختار اختيارات طوعية بدون اي تأثير من اي مصدر خارجي لكن اختياراتنا حرة لكنها ايضا تتأثر بعدة عوامل خارجة عنا قد لا تكون لنا يد فيها.
Comments