صفات الله التي بها اشتراك مع البشر: ثانيا: الصفات العقلية:
1- العلم بكل شيء: الله يعرف ذاته بالكامل.. فهو غير المحدود لذلك هو الوحيد القادر على معرفة ذاته بالكامل.. لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله (1 كو 2: 10).. ويعرف كل الاشياء الحقيقية والممكنة (الاحتمالات) بفعل واحد بسيط (دون ان يعمل scan مثل الحاسب الالي).. (ليس كلمة في لساني الا وانت يارب عرفتها كلها مز 139: 4).. هو أيضا يعرف كل الأشياء الممكنة الحدوث.. مثل قصة داود عندما سأل الرب هل سيأتي شاول الى قعيلة ويقتله (1 صم 23: 11- 13) فقال له الرب انه يمكن ان يأتي ويقتله ولذلك هرب داود.. وعلمه فعل أبدى (لا تزيد معرفته او تنقص مع الايام).. فهو لا يتناسى او يشيخ.. لذلك يجب فهم المقاطع التي تقول مثلا وخطاياك لا اذكرها (اش 43: 25) على ان الله لا يدع معرفته لهذه الخطايا تؤثر على الطريقة التي يتعامل بها معنا.. فهو سينساها في علاقته معنا..
شكلت هذه الصفة جدلا ً على مدى تاريخ المسيحية.. في هل ان علم الله بكل شيء يحدث.. هو اجباراً منه ان هذه الأشياء حتما سوف تحدث.. فالكتاب يقول في عدة مواضع ان الله عيّن ان أشياء تحدث (مشورة الله المحتومة في الصليب اع 2: 23) و (سبق فعيينا للتبني اف 1: 5) فهو يفعل كل شيء حسب رأي مشيئته اف 1: 11) وغيرها من المقاطع التي تربط علم الله السابق بسبق تعيينه لأمور يجب ان تحدث.. سأتحدث هنا باختصار وفي مقاطع قادمة في هذه الدراسة سأتناولها بالتفصيل: هذه أمور من الأمور المحيرة حقا ً لعقلنا البشري لأنها صفة نشترك فيها جزئيا مع الله في معرفتنا بعض المعرفة.. لكنه هو الكلي العلم.. وهي حقا صفة يعجز عقلنا البشري عن تخيلها لأن الله لا مثل له.. فالكتاب يضع هذين النقيضين بالنسبة لنا وينسبهم الى كمال الله فهو يعلم كل شيء ولكنه أيضا كلي القدرة والسلطان.. يعطي لنا الحرية الحقيقية في اختياراتنا لكن الكتاب المقدس يقول ان له مقاصد تثبت وتتم من خلال اختيارات حرة غير مبنية على أفعال البشر (رو 9: 11).. لا يتحول علمه الى قدر محتوم يصيرنا مجرد دمى.. فلنا حرية حقيقية ولكن حريتنا في الحقيقة بشكل سري تحقق مقاصده الغير معلنة لنا.. لذلك نقف امام هذه الحقيقة باحترام وهيبة الرسول بولس الذي بعدما شرح قليلا من هذه الصفات سبح الله قائلا: يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه! ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء! «لان من عرف فكر الرب؟ او من صار له مشيرا؟ او من سبق فأعطاه فيكافا؟». لان منه وبه وله كل الاشياء. له المجد الى الابد. امين. رو 11: 33 - 36)
2- الحكمة: الله يختار دائما أفضل الاهداف.. وأفضل الاساليب لتحقيقها. فقرارات الله فيما يفعله هي دائما قرارات حكيمة.. أي انها ستأتي بأفضل النتائج من المنظور الإلهي.. وهو يتبع في تحقيقها أفضل الطرق الممكنة.. نرى هذه الحكمة في الخليقة.. وفي خطة الفداء.. وتظهر في حياتنا الشخصية في جعله بحكمة وقدرة كل الأشياء تعمل معاً للخير..
نشترك مع الله في هذه الصفة جزئياً فنستطيع ان نطلب منه الحكمة في التصرف أي نختار اختيارات حكيمة ونحققها بأفضل الطرق الممكنة.. ولكننا نظل على قدر ضئيل من حكمة هذا الاله لذلك نحن كثيرا لا نستطيع فهم طرقه بدون ان يعلن لنا.
3- الحق والامانة: الاله الحق هو الاله الحقيقي.. وان علمه وكلماته حق.. بل ايضا المقياس النهائي للحق.
ولأنه هو وحده الاله الحقيقي فأي إله اخر يعتبر صنماً ولا يوجد إله غيره وليس له صفات أخرى مخالفة لما أعلنه الله عن نفسه في الكتاب المقدس.. لان كلامه هو الحق المطلق..
ولأنه الاله الحق فهو وحده الذي يملك الإعلان عما هو بالحقيقة حق وما هو باطل او كذب..
لذلك هو أيضا امين تجاه ما قاله وتجاه وعوده.. فهو إله الأمانة (تث 32: 4) فهو سيفعل دائما ما يقول ويتمم ما وعد به..
نستطيع ان نشارك الله في هذه الصفة بالشوق الدائم في معرفة الله (الحق) وان نكون أمناء وصادقين له ولكلمته.. وان نكون صادقين وأمناء لكلامنا غير ملتوين او مخادعين..
Comentarios