كاتب الأسفار الخمسة الأولى
إشتهرت الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس بأنها أسفار موسى وكمان تتسمى أكتر أسفار التوراة، اللي هما (التكوين ، الخروج ، اللاويين ، العدد ، التثنية ) الأسفار الخمسة الأولى دول أهم أسفار عند اليهود، يمكن لأن هما دول اللي بيشكلوا أو اللي بيحطوا بدايتهم وحياتهم وإزاي الله كونهم وكون الشعب ده كله وأعطالهم الشريعة ومشيوا معاه في البرية لغاية لما وصلوا أرض الميعاد.
الرأى المحافظ التقليدي ان كاتب الأسفار الخمسة دول هو ان موسى هو الكاتب الرئيسى للأسفار دي.
لكن في نظرية ثانية إسمها نظرية المصادر بتقول إن في مجموعة مصادر وفي واحد جمع بينهم الكتابات دي وحطهم بالشكل اللي إحنا عندنا دلوقتي.
تعالو نعرف ببساط إيه هي نظرية المصادر وبعد كده نفهم هل النظرية ده فعلًا حقيقية ولا لأ.
إبتدت فكرة نظرية المصادر إن طبيب فرنسي عاش في القرن ال 18 اسمهJean Astruc وده قال إن موسي جمع سفر التكوين من مصدرين على أساس اسماء الله في اللغة العبرية إلوهيم E(Elohim ويهوة J (Jehova) وده كانت البداية واللي كمل على نفس الفكرة ده على سبيل المثال Alexander Geddes وكمان J .C. Eicorn اللي عممها على كل الأسفار الخمسة في أوائل القرن ال18 وفي سنة (1854) جاء واحد إسمه E.Riehmوأضاف مصدر اسمه ال’’D" اللي هي سفر التثنية وده فصل سفر التثنية.
وأكتر من شخص قالوا نفس الكلام بعد كده لحد ما أكتملت النظرية على أيد J. Wellhausen اللي لقا دعم كبير من الحركة العقلانية في المانيا في أواخر القرن 18 وبداية القرن ال19
وقال ان الأسفار الخمسة هي تجميع الأربع وثائق تم تجميعهم في وقت لاحق جدًا يمكن بعد السبي وهما رقم 1 المصدر اليهوي J( Jehova)وده إتكتب في المملكة الجنوبية على حسب كلامه سنة 850 ق . م وده بيحتوى على السير الذاتية للأشخاص النبوات والأخلاقيات واللاهوت وقال إن المصدر ده تأثر بأساطير وخرافات بابل والأمم.
ثاني مصدر هو المصدر الألوهيم وإدإله حرف E(Elohem) وده إتكتب في المملكة الشمالية سنة 750 ق . م وده يشمل التعاليم اللاهوتية والأخلاقية ومش معروف مين اللي كتب.
ثالث مصدر هو المصدر التثنوى D(Deutronomy) وده كتبه حلقيا الكاهن سنة 621 ق . م عشان يكون سبب نهضة روحية في أورشليم أيام الملك يوشيا.
والمصدر الرابع هو سموه المصدر الكهنوتى إدوله حرف P(Priestly)وده في الفترة من 570- 445ق . م. وده اللي فيه التسجيل للنظام الكهنوتي للمملكة والأنساب ونظام الذبائح.
وأخيرا أضاف المصدر الأخير هو الشخص اللي جمع كل المصادر دي مع بعض وأضاف بعض الكلمات اللي بتربط بينهم وأكتملت الكتابة تقريبآ من سنة 400 ق . م.
من وجهة نظرى نظرية المصادر دي ما هي اللي شوية أفكار بعض الناس زى ما قولنا حاولوا يحطوها عشان يحاكوا التطور العلمي اللي حصل في الوقت ده.
الردود اللي ممكن نرد بيه على نظرية المصادر دي منها:
· هو ليه بنغفعل البعد الإلهي في الوحي ؟ ؟ ؟ الناس دي بيحاولوا يقولوا ان الدين كما لوكان اللي هو بيتطور زي أي شيء بيتطور، لكن الكتاب المقدس هو الكتاب زي ماقولنا في الأول هو كتاب إلهي مائة في المائة وكتاب بشرى كمان مائة في المائة. مش بس بشرى وكمان في دور إلهي معجزى إن موسى ربنا يعلنله من البداية عن إيه اللي حصل كمان في بداية الخلق اللي محدش شافه.
وكمان أعلنله اللي حصل إن إزاي ربنا مشي بالخليقة لغاية لما أختار شعب إسرائيل وده هنحكية بالتفصيل طبعًا في سفر التكوين. لكن إغفال البعد الإلهي ده شئ وحش جدًا، لأنه بيقولنا كده كما لوكان الدين بيتطور أو كمان زى ما قال فيلهاوزن إن ديانة إسرائيل هي من صنع إسرائيل واتطورت على مدار الزمن. وده مش شيء مظبوط، الله الحقيقي هو اللي أوحى لموسى بالكتاب المقدس، مش إن موسي بنفسه هو اللي يتطوع كده أو يقعد يألف الكتاب المقدس، لأ ، الكتاب المقدس بالرغم أنه مكتوب باللغة البشرية إلا إنه إلهي مائة في المائة.
· والرد الثاني هو بيقول إن في تكرار في الأحداث، والحاجة المتعارف عليها في الوقت ده في الشرع الأدنى القديم هو التكرار ده كان سمة أدبية بتعكس لغة حية في التعبير فده حاجة مهمة جدًا.
نلاقي في أوقات موسى وهو بيحكى القصة بيقف عند حتة معينة ويقول ملخص اللي فات ويبتدي جزء جديد. ففي سفر الخروج مثلًا: بيحكي قصمة موسى ويقف أول ما جاء موسي يدخل يتكلم لفرعون يقف ويحكي مين موسي؟ نسبه مين؟ هو وهارون. أولاد لاوى ويبتدي يحكي ملخص القصة اللي فاتت ويحكي بقية القصة وكما كان هو التكرار او PATTERN اللي بيتكرر ده كله كما لوكان التكرار ده كله هو علامة إن في جزء معين أنا حكيته على بعضه بس أنا عايز أقف وقفة معينة، الكاتب يقصد كده انا عايز اقف وقفة معينة وأول ملخص للي فات دة كله عشان أخليك انت كقارئ تعرف ايه اللي حصل دلوقتي، وبعد كدة أدخل من تاني في أحداث جديدة مهمة.فالتكرار دة مقصود لهدف من الكاتب.
فمثلًا في القصة الخلق نلاقي روايتين للخلق او بمعنى أصح هي قصة واحدة من جزئين: في الاصحاح الأول بيتكلم عن ان الله خلق الكون دة كله، وبعدها في اصحاح 2 بيقول هذه مبادئ السماوات والأرض يوم خلق الله الانسان. وكما لو كان انه بعد ما حكى القصة على بعضها في خلق كل الخليقة هو عايز يحكي بالتفصيل عن خلق الانسان. فكأنه بيتنقل من الكل للجزء. مش لأن في كذا كاتب او كذا تقليد واتجمعوا جنب بعض لكن دة ترتيب مقصود من كاتب موحى إليه من الله.
بجانب ان تكرار كلمة "مواليد" او بالعبري "توليدوت" بتقول انه عايز يسجل مراحل تاريخية بالفعل وبيربطهم من أول الخلق مرورًا بالأجيال اللي جت من بعد آدم لحد إبراهيم. فدة نسيج PATTERN مقصود. موسى كان متعلم بكل حكمة المصريين والله أهلّه انه يكتب كلامه.
· نقطة كمان من النقط المهمة هي انهم بيقولوا او بيفصلوا بين المصدر اليهوي والمصدر الإلوهيمي بحسب أسماء الله، طيب دة مش بينطبق على آيات كتير بتذكر الاسمين مع بعض يهوة إلوهيم او اللي بتترجم الرب الإله. فعشان كدة دة تقسيم وهمي ومش حقيقي.
ويهوه والوهيم دول مش أسماء لله على قد ما هم أسماء بيعبروا عن شخصية الله، فيهوه معناه الكائن، إله العهد القريب من شعبه. والوهيم جمع كثرة (زي كلمة رحالة كدة) اللي بيعبر عن عظمة الله وسموه وقدرته الخالقة الغير محدودة. فيهوه الوهيم هو الاله الخالق المخلص اللي بيعتني بالشعب ودة اللي قصد الله انه يوصله للشعب من خلال موسى على وجه الخصوص.
· كمان شهادات علم الاثار اللي بتأكد على قدم كتابة التوراة، لذكر أماكن واشخاص بنعرف من الاكتشافات انها كانت موجودة في عصره. ومنها اللي اندثر بعديه ودة اللي يدي ثقل ان كاتب الاسفار هو شخص معاصر لتاريخ إسرائيل القديم مش بعده ب 1000 سنة
· هنعمل ايه في النصوص الصريحة اللي بتأكد ان موسى هو الكاتب فمثلا:
ü خر 17: 14 الله بيقول لموسى: اكتب هذا تذكارا في الكتاب وضعه في مسامع يشوع.
ü خر 24: 4: فكتب موسى جميع اقوال الرب.
ü خر 27: 34 قال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات.
ü عدد 31: 2 كتب موسى مخارجهم برحلاتهم حسب قول الرب
ü تث 31: 9 وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب.
ü وبيكمل في اية 11 ويوصيهم انهم يقرأوها في مسامع إسرائيل
ü وفي سفر يشوع بيقول ان يشوع بنى المذبح للرب كما هو مكتوب في سفر توراة موسى (يش 8: 30)
ü وداود في نهاية حياته بيوصي سليمان انه يحفظ شعائر الرب كما هو مكتوب في شريعة موسى (1 مل 2: 3)
ü وفي 2 مل 14: 6 بيقول ان أمصيا الملك انجز اعماله بحسب شريعة موسى
ü دة غير شواهد تاني في العهد القديم بتنسب الاسفار دي لموسى زي (عزرا 6: 18) ونحميا 13: 1 ودانيال 9: 11-13 وملاخي 4: 4.
ü وفي العهد الجديد شهادات الرب يسوع نفسه بيأكد انه موسى هو الكاتب وعلى سبيل المثال مش الحصر: متى 19: 8 عن الزواج والطلاق، ويوحنا 5: 45 – 47 اللي بيقول فيها بوضوح ان موسى كتب عني
ونفس الاية دي شرحا بطرس في اعمال الرسل 3: 22 ، وفي يوحنا 7: 19 موسى أعطاكم الناموس.. وبولس بيأكد في رو 10: 5 ان موسى بيكتب عن البر الذي في الناموس.. وغيرها كتير من الشواهد اللي بتأكد دة
الخلاصة: موسى هو الكاتب الرئيسي للأسفار الخمسة الأولى لكن دة مايمنعش ان في بعض الكتاب اللي الله استخدمهم زي يشوع او صموئيل او عزرا، لأضافة بعض التفاصيل بعد موسى زي قصة موت موسى او إضافة بعض التعليقات زي كلمة الى هذا اليوم او توضيح اسم مدينة اتغير بعد موسى، لكن المحتوى الرئيسي هو من وحي الله لموسى النبي.
Comments