هل سيتلاشى الأشرار في الجحيم؟؟
تشغل الحياة بعد الموت ذهن البشر منذ فجر التاريخ، حتى أن قدماء المصريين آمنوا بالبعث والخلود، والبابليون أيضًا ألّفوا أساطيرًا عديدة لا تحتوي فقط على موت البشر، ولكن أيضًا على موت الآلهة، بل صاغوا أفكارهم عن الحياة الحاضرة وتكوين الطبيعة من قصص موت آلهتهم التي تحولت بعد قتلها، أو موتها، إلى جزء من الطبيعة، وكونت هذه الأفكار أسلوب حياة البشر في العديد من الحضارات عن طبيعة هذه الحياة.
هل هي حياة ناتجة من حياة سابقة؟ هل هناك تناسخ للأرواح؟ هل من الممكن ان الروح يمكن ان تموت وتتلاشى أم انها تتحول من صورة إلى أخرى؟
وهكذا صارت الإبداعات البشرية تتزايد مرتعبة من فكرة الموت، وطالبة بأي شكل من الأشكال وجود خلود لها.
حقًا إن الموت هو عدو الإنسان الأول، إذ يقضي على كل أحلامه وطموحاته وتخطيطه للمستقبل. فبكل تأكيد ليس هو القصد الأول من هذه الخليقة.
وأمام هذه الأفكار التي بدأت في حضارات الشرق الأدنى القديم صاغ الوحي المقدس القصة الأصيلة للخلق من إله واحد وحيد لا يموت ولا يسببه شيء، بل هو من يسبب كل شيء ويحضر كل شيء من العدم ويخلق الإنسان على صورته ليحيا ويتسلط على كل شيء فيوجد في كرامة لا تماثلها أي من المخلوقات الأخرى إذ قد نفخ فيه الله نسمة حياة.
ولكن خضع الإنسان لاختبار الطاعة ليتمتع ببركات الله، إلا انه بإغواء الحية سقط الإنسان في الخطية، تلك التي كان قد حذره الله قبلًا انه إذا فعلها وأكل من الشجرة المحرمة موتًا سيموت!
ومنذ سقوط الإنسان بدأ الله في تنفيذ مشروعه الفدائي الذي وعد به في لعنته للحية القديمة إبليس، إذ قد وضع عداوة بين نسل المرأة ونسل الحية، تلك العداوة التي حاول الشيطان من البداية إذالتها ليكون الإنسان حليفه، بل عبد له ضد الله الخالق الصالح.
واستمر صراع الأنسال، نسل المرأة متمثلًا في المؤمنين بخلاص الله ووعده باسترداد الإنسان، ونسل الحية أولئك الذين اتبعوا الشيطان متباعدين ومتحديين خطة الله. وهذه العداوة تصاعدت على مدار التاريخ الفدائي، فسنجد الله دائمًا يضم إليه مختاريه لينقلهم من ملكوت الظلمة لمملكته العظيمة مُنعمًا عليهم ببره وكاشفًا لهم نفسه، صانعًا عهدًا ليكون لهم إلهًا ويكونون له شعبًا.
ومنذ وقت آدم مرورًا بنوح وإلى إبراهيم خليل الله حافظ الله على نسله المُختار وفاعلًا خطته الخلاصية التي تتمركز حول النعمة التي تختار وتحفظ وتبارك.
فنجد الله دائمًا يبيد خطة الأشرار بعد أن يحذرهم بدءًا من الطوفان العالمي إلى برج بابل وبلبلة الألسنة، وصولًا إلى العهد مع إبراهيم ليعطيه أرض كنعان بعد ان يستوفوا أشرارها كل فرصتهم.
وعندما ذهب شعبه إلى مصر وأذله نسل الحية تحت العبودية القاسية أخرجهم الله بيد قديرة صانعًا عهدًا مع هذا الشعب الذي سيكون له مملكة كهنة لباقي الأرض، فمن خلال إسرائيل سيعرف الله بنفسه لكل الأرض.
فأعطاهم الله كنعان كما وعد إبراهيم قبلًا، وغرسهم في تلك الأرض، وعندما مالوا عنه كان يؤدبهم ويوبخهم بكل الطرق. إلى أن صنع الله عهدًا مع داود بإن يصنع له بيتًا أي مملكة تثبت إلى الأبد.
ولكن من بعده وإذ قد ابتعد الشعب عن الله وبعد مرور السنين التي حذرهم فيها الله من خلال أنبياؤه ليتوبوا ويرجعوا إليه، يعلن الله أنه سيأتي بمملكة أخرى لتسبي هذا الشعب إلى أرض غريبة.
وهنا تبدأ المشكلة في الظهور: أين هي وعودك يا الله؟ هل نسيت وعدك لداود بأن تقيم له مملكة تثبت إلى الأبد؟ كيف تسمح لأعدائنا أن يأخذونا من يدك؟ هل أنت أضعف من آلهتهم؟
ولكن حقًا أجاب الله بأنه الإله القدير فهو الإله الذي لا يفي بوعوده. فهو من أرسلهم للسبي وهو من سيرجعهم ويرد لهم المملكة مرة أخرى تحت حكم داود الجديد، أي ملك جديد ابن داود. هو المسيا المنتظر! هو من سيقيم خيمة داود مرة أخرى، وهو أيضًا سيبيد كل هؤلاء الأعداء نسل الحية!
وفي هذه المرحلة ظهرت نبوات عديدة تتكلم عن فناء الأشرار في أغلب أسفار الأنبياء وأيضًا نجد صدى لهذه العبارات في بعض الأسفار الشعرية كالمزامير والجامعة، على سبيل المثال:
«فهوذا يأتي اليومُ المُتَّقِدُ كالتَّنّورِ، وكُلُّ المُستَكبِرينَ وكُلُّ فاعِلي الشَّرِّ يكونونَ قَشًّا، ويُحرِقُهُمُ اليومُ الآتي، قالَ رَبُّ الجُنودِ، فلا يُبقي لهُمْ أصلًا ولا فرعًا. ملا 4: 1
تخرُجُ روحُهُ فيَعودُ إلَى تُرابِهِ. في ذلكَ اليومِ نَفسِهِ تهلِكُ أفكارُهُ. مز 146: 4.
لأنَّ الأحياءَ يَعلَمونَ أنهُم سيَموتونَ، أمّا الموتَى فلا يَعلَمونَ شَيئًا، وليس لهُمْ أجرٌ بَعدُ لأنَّ ذِكرَهُمْ نُسيَ. جا 9: 5
يا رَبُّ، لا تدَعني أخزَى لأنّي دَعَوْتُكَ. ليَخزَ الأشرارُ. ليَسكُتوا في الهاويَةِ. مز 31: 17
وغيرها من الآيات التي يستخدمها البعض مثل شهود يهوه ليعلموا تعليمًا خاطئًا عن فناء الأشرار، وعدم وعي أرواحهم بعد الموت. وفي بعض الأحيان ينجرف بعض المسيحيين ليعلّموا نفس التعليم بأن الجحيم الأبدي سيفنى فيه الأشرار!
أو على أقل تقدير فالقبر هو نهاية الإنسان فهذه هي الهاوية التي هي في العبرية "שְׁאֽוֹל شِئول" والتي تعني العالم السفلي. وترجمت للعربية الهاوية واستخدمت كثيرًا للتعبير عن الموت أو القبر.
ولكن هذه ليست كل الصورة، فعندما سأل الصدوقيون المسيح عن المرأة التي تزوجت برجل ومات فتزوجت أخيه ومات إلى أن تزوجت بإخوته الستة، متهكمين على القيامة ومجربين للمسيح: زوجة من ستكون فيهم. مت 22: 23 -33. أجابهم الرب يسوع ان أساس ضلالهم أنهم لا يعرفون الكتب ولا قوة الله، إذ كان الصدوقيون لا يؤمنون بالقيامة ولا بباقي الأسفار سوى أسفار موسى الخمسة.
وأكد الرب يسوع: وأمّا مِنْ جِهَةِ قيامَةِ الأمواتِ، أفَما قَرأتُمْ ما قيلَ لكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ القائلِ: أنا إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ؟ ليس اللهُ إلهَ أمواتٍ، بل إلهُ أحياءٍ». ومن هذه النقطة نفهم أن الأموات لهم وعي بالله عابدين لهم بأرواحهم وإن كانت الآن بدون أجساد. وبناء عليه من الخاطئ فهم آيات أسفار الأنبياء أو المزامير او غيرها على أنها تتكلم عن حقيقة كون الأموات في حالة الفناء أو عدم الوعي.
وقد يتساءل البعض هنا عما قاله الرب يسوع أنه يتكلم فقط عن الأبرار، ولكن الأشرار هم من سيبادون.
ولكن لنعود لكلمات الرب يسوع أيضًا فمثلًا، في قصة الغني ولعازر (لو 16: 19 - 31) نجد الرب يسوع يتكلم عن وعي كامل لعذاب الغني في الهاوية (حتى وان كانت مجرد الآن مكان لانتظار الدينونة الأخيرة) وعن وعي لعازر بالنعيم في حضن ابراهيم أبيه وأمام عرش الله!
لذلك فحالة الأرواح بعد انفصالها عن الأجساد هي دائمًا حالة الوعي، والتعبيرات في الآيات التي تتكلم عن حالة السبات لا تتكلم عن حالة الروح، بل عن حالة الموت، فقد مات الشخص وليس له الآن وجود مادي في هذا العالم فمهما كان شره فقد فنت قدرته الآن على فعل أي شر من جديد.
ولكن تبقى الروح في حالة من اليقظة ولا تنام، فما ينام هو الجسد فقط. وكما صاغ بولس الرسول تلك الحقيقة بأن حالة الإنسان وهو في الجسد بانه متغرب عن الرب، وحالة الشخص الميت (أي بدون جسد) بانه مستوطن عند الرب 2كو5: 6-9. وعبر بولس الرسول عن رغبته في ان له اشتهاء ان ينطلق ويكون مع المسيح ذاك أفضل جدًا في1: 23. وكل هذا ليس له معنى الا إذا كانت الروح في حالة من الوعي.
ولكن دعنا نعود لنبوات هلاك الأشرار التي تنبأ عنها الأنبياء في وقت السبي او ما بعده، فالمقصود بتلك الكلمات ليس الفناء المطلق، بل بأن هذه الخليقة الجديدة التي سيصنعها الله لن يكون فيها شر، بل سيبيد الله منها كل الأشرار. كما أن في وسط أورشليم الجديدة النازلة من السماء لا يوجد أي شر. " وأمّا الخائفونَ وغَيرُ المؤمِنينَ والرَّجِسونَ والقاتِلونَ والزُّناةُ والسَّحَرَةُ وعَبَدَةُ الأوثانِ وجميعُ الكَذَبَةِ، فنَصيبُهُمْ في البُحَيرَةِ المُتَّقِدَةِ بنارٍ وكِبريتٍ، الّذي هو الموتُ الثّاني". رؤ 21: 8.
لذلك يعلم الكتاب المقدس أنه هناك موت أول وهو الموت الجسدي الذي فيه تنفصل روح الإنسان عن جسده ليتلاشى الجسد في التراب، ولكن ترجع الروح إلى خالقها سواء كانت بارة أم شريرة، فالأبرار سينعمون مباشرة ليكونوا مع المسيح بأرواحهم منتظرين مجيئه الثاني ليخلق لهم بحسب شدة قدرته الأجساد الممجدة لترجع أرواحهم إليها فتعود الإنسانية كاملة بعد الحالة الوسطى التي كانت فيها الأرواح منفصة عن الأجساد. وسواء في الحالة الأولى التي هي الآن أو الحالة الوسطى التي تنفصل فيها الروح عن الجسد أو الحالة النهائية للمؤمنين بعد الأجساد الممجدة، سينعم المؤمنين بمحضر الله منذ قبولهم للمسيح وإلى الأبد على حساب النعمة المجانية ودم المسيح، ولا يشكل الموت أي عائق ليفصلنا عن محبة المسيح!
أما بالنسبة للأشرار فهم تحت الغضب الإلهي لكل من لم يقبل الابن بعد، بل وبعد الموت الأول ستذهب أرواحهم إلى مكان عذاب مؤقت، فقد وضع للناس أن يموتوا مرةً وبعد ذلك الدينونة. (عب 9: 27)
وكل من نصوص العهد القديم والجديد، تؤكد أن جميع الأموات سيقومون يومًا ما من القبر. وسيكون للمؤمنين قيامة مجيدة، بجسد ممجد. أما الأشرار فسيقومون للدينونة كما هو مكتوب: «وَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ ٱلأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هَؤُلاَءِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلأَبَدِيَّةِ وَهَؤُلاَءِ إِلَى ٱلْعَارِ لِلٱِزْدِرَاءِ ٱلأَبَدِيِّ» (دانيال 12: 2). وكما قال المسيح: «لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هٰذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ ٱلَّذِينَ فَعَلُوا ٱلصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ ٱلْحَيَاةِ وَٱلَّذِينَ عَمِلُوا ٱلسَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ ٱلدَّيْنُونَةِ» (يوحنا 5: 28 و29). وكما قال الرسول بولس: «وَلِي رَجَاءٌ بِٱللّٰهِ فِي مَا هُمْ أَيْضاً يَنْتَظِرُونَهُ: أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلأَمْوَاتِ، ٱلأَبْرَارِ وَٱلأَثَمَةِ» (أعمال 24: 15).
ليقف الجميع أمام كرسي المسيح ليدين كل واحد حسب أعماله. (2 كورنثوس 5: 10). ففي السماء درجات من النعيم." والفاهِمونَ يَضيئونَ كضياءِ الجَلَدِ، والّذينَ رَدّوا كثيرينَ إلَى البِرِّ كالكَواكِبِ إلَى أبدِ الدُّهورِ." (دا 12: 3)، وأما الأشرار كما يقول بولس الرسول عن عقاب الأشرار: في نارِ لهيبٍ، مُعطيًا نَقمَةً للّذينَ لا يَعرِفونَ اللهَ، والّذينَ لا يُطيعونَ إنجيلَ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، الّذينَ سيُعاقَبونَ بهَلاكٍ أبديٍّ مِنْ وجهِ الرَّبِّ ومِنْ مَجدِ قوَّتِهِ. (2 تس 1: 8و 9). ويقول سفر الرؤيا في الدينونة الأخيرة: "وَسَلَّمَ ٱلْبَحْرُ ٱلأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ ٱلْمَوْتُ وَٱلْهَاوِيَةُ ٱلأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. وَطُرِحَ ٱلْمَوْتُ وَٱلْهَاوِيَةُ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ. هٰذَا هُوَ ٱلْمَوْتُ ٱلثَّانِي" (رؤ 20: 13 و14).
ولكن أيضًا قد يتسائل البعض قد تكون هذه النهاية فبمجرد إلقاء هؤلاء الفُجار في النار ستأكلهم وكما يعلم الأدفنتست السبتيين ان النار ستلتهم الكثيرين إلى ان تطفأ بعد أن تبيدهم!
ولكن ليس هذا ما يقدمه الكتاب المقدس، ففي وصف الرب يسوع عن الجحيم يؤكد أنها نار أبدية لا تطفأ: «فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي ٱلنَّارِ ٱلأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلاَنِ» (متّى 18: 8).؛ «خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى ٱلنَّارِ ٱلَّتِي لاَ تُطْفَأُ» (مرقس 9: 43).
قد يحمل هذا الكلام الخوف في طياته، لكن هذه هي الحقيقة قارئي العزيز، سيقيم الله كل الأموات من قبورهم بأرواحهم وأجسادهم وسينعم الأبرار من لهم بر المسيح بالإيمان بكفارته ونيابته عنهم بالحياة الأبدية، وسيهلك الله النفس والجسد للأشرار كلاهما في جهنم، وكما يقول سفر الرؤيا: "إنْ كانَ أحَدٌ يَسجُدُ للوَحشِ ولِصورَتِهِ، ويَقبَلُ سِمَتَهُ علَى جَبهَتِهِ أو علَى يَدِهِ، فهو أيضًا سيَشرَبُ مِنْ خمرِ غَضَبِ اللهِ، المَصبوبِ صِرفًا في كأسِ غَضَبِهِ، ويُعَذَّبُ بنارٍ وكِبريتٍ أمامَ المَلائكَةِ القِدّيسينَ وأمامَ الخَروفِ. ويَصعَدُ دُخانُ عَذابِهِمْ إلَى أبدِ الآبِدينَ. ولا تكونُ راحَةٌ نهارًا وليلًا للّذينَ يَسجُدونَ للوَحشِ ولِصورَتِهِ ولِكُلِّ مَنْ يَقبَلُ سِمَةَ اسمِهِ". رؤ 14: 9 - 11.
هذه العقوبة الأبدية لسببين رئيسين وهما أولًا، أن الخطية موجهة لإله غير محدود لذلك فهي غير محدودة في عقوبتها، وثانيًا، ان الإنسان مخلوق على صورة الله فهذه النفخة التي من الله ليعطي للإنسان الحياة لا تفنى، فأرواحنا لها بداية لكنها ستستمر للأبد إما أمام حضور الله الذي يبارك، وإما تحت غضبه المقدس لتتعذب للأبد حيث البكاء وصرير الأسنان!
ولكن مازالت هناك فرصة للنجاة، فقد جاء الرب يسوع المسيح الإبن المتجسد، الإله الكامل والإنسان الكامل، ليتحد بنا ويشابهنا في كل شيء لينقذ الإنسان من هذا الهلاك، هو نسل المرأة المبارك الذي حمل عقوبة خطايا شعبه كل من يؤمن به، له يشهد جميع الأنبياء أن من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا. (أع 10: 43). ومازال باب التوبة وقبول المسيح المُخلص مفتوحًا، فالله يقدم رحمته لك اليوم لتنعم بفداؤه وتكون واحدًا من شعبه ومملكته التي ستملأ الأرض. هل تأتي إليه اليوم بتوبة حقيقية وإيمان صادق وقبول لذبيحة المسيح النائب والبديل عن الخطاة مثلي ومثلك؟ اليوم يوم خلاص، تعالى إليه الآن!
Comments