الكتاب المقدس هو كتاب واضح بالرغم من ان فيه حاجات صعبة. بطرس الرسول بيقولنا كده في رسالة بطرس الثانية الاصحاح 3: "كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضًا بحسب الحكمة المعطاه له كما في الرسائل كلها ايضًا، متكلمًا فيها عن هذه الأمور التي فيها اشياء عسرة الفهم، يحرفها غير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب ايضًا، لهلاك انفسهم" 2 بط 3 : 15-16.
فعلًا الكتاب المقدس في حاجات عسرة الفهم. لكن هى مش مستحيلة الفهم. فيه حاجات محتاجة مننا ان احنا ندرسها اكتر ونتعلمها اكتر ونقف قدام الكلمات واحده واحده علشان نفهمها لكن هى مش مستحيلة الفهم.
لكن في حاجة مهمة جدًا الكتاب كمان بقولها ان ممكن يكون في واحد صعب عليه انه يفهم الكتاب المقدس او صعب عليه انه يفهم إيه المقصود من الكتاب المقدس وهو إنسان طبيعي إنسان متجددش بالروح القدس متولدش ولاده جديدة وإتخلق خليقة جديدة بالروح القدس، معملش فيه الروح القدس وجعله إنسان جديد.
الكتاب المقدس بيقول ان الإنسان الطبيعي اللي هو مش مولود من الله لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة. (1 اكو 2: 14) الكلام ده بالنسبة له كلام حماقة كأنه أي كلام ميقدرش يثق فيه او يحط عليه حياته علشان كده المشكلة اللي أوقات كتيرة جدًا مش بتبقى في الكتاب لكن بتبقى في الشخص نفسه.
أوقات كتيرة جدًا بتكون المشكلة عندي انا عشان أفهم الكتاب المقدس مش المشكلة في وضوح الكتاب المقدس. والمشكلة الأكبر بتكون ان انا مش عايز أحط نفسي تحت سلطان الله في الكتاب المقدس. أوقات أقول عليه غير معصوم او أقول مش واضح، ده اى كلام، او الكلام ده عافى عليه الزمن ماينفعش نطبقه دلوقتي ومينفعش نعيشه. الكتاب كثير اتكلم عن نفسه انه واضح، فالمزامير مثلًا يقول الكاتب: "ناموس الرب كامل يرد النفس شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيمًا "(مز 19 : 7-8) "فتح كلامك ينير ، يعقل الجهال" (مز 119 : 130) الكلمة العبرية اللي معناها جاهل مش بس معناها ان بيفتقر القدرات العقلية لكن هي اكتر معناها انه بيفتقر التفكير الصحيح. وعشان كده هو بيكون ميال اكتر للضربات ويميل ناحية الحاجة الخطأ. وده اكتر معنى كلمة الجاهل لكن الحاجة المعزية في كلمة الله انه حتى الجاهل ده اللي هو شخص منفتح جدًا على اى تعليم وممكن جدًا يقبل أي حاجة وخلاص، كلمة الله اللي تقدر تخليه حكيم يقدر يعرف يميز ما بين كلام الله الحقيقي وأي كلام مزيف وما يمشيش ورا أي حاجة.
مشكلتنا في العصر ده ان احنا بنسمع كلمة من ده نمشي وراها، ونسمع كلمة من ده نمشي وراها. ونقول اه الكلام ده منطقي أكتر مع الاسف الكتاب المقدس بيسمي الإنسان ده جاهل، حتى لو كان شخص بيحمل أعلى الشهادات. لكنه شخص جاهل لأنه مش عارف يميز بين كلام الله الصادق وما بين أي كلام تانى. بيقول على ده حق وده حق. مش قادر يميز فعلًا الكلام الحق والكلام الباطل لكن فتح كلمة الله يعقل الجهّال. كلمة الله هي الحق اللي يقدر الجاهل يصير به حكيم. يقدر يصير بيها شخص فاهم ويعرف يوزن الأمور.
ليه أحيانًا مش بنفهم الكتاب المقدس؟ أوقات كثيرة جدًا بيكون بسبب سوء الترجمة او الترجمة اللي في ايدينا العربي تكون صعبة شوية او تراكيب الجملة يمكن مش واضحة اوى. وده مش لأن اللغة الأصلية هي اللي فيها المشكلة، قد تكون الترجمات فيها بعض المشاكل وده يحط علينا حاجة من الاثنين يا إما نقرأ ترجمات مختلفة علشان نقدر نفهم، او ان احنا نحاول نتعلم اللغة الأصلية وطبعًا ده حاجة بيعملها كل دارسين الكتاب المقدس في كليات اللاهوت او غيرها. لازم جزء من التعليم بتاعهم انهم يتعلموا اللغات الأصلية اللي اتكتب بيها الكتاب المقدس سواء اللغة العبرية في العهد القديم او اللغة اليونانية في العهد الجديد.
حاجة حلوة جدًا يكون عندنا في مكتبتنا ترجمات مختلفة. الكتاب المقدس معصوم من الخطأ هو اللغة الأصلية لكن الترجمات قد تكون صائبة في بعض الكلمات قد تكون مش دقيقة اوى في بعض الكلمات ويمكن أوقات بمقارنة بعض الكلمات نقدر نوصل للمعنى المظبوط.
في أوقات كتيرة بيكون بسبب سوء الترجمة، لكن أحيانًا تكون بسبب قساوة القلب. أوقات كتيرة جدًا تكون كلمة الله واضحة لكن انا مش عايز أقبلها او انا مش عايز افهم المعنى ده لأن المعنى ده ضد فكرة عندي او ضد حاجة اللي انا اتعلمتها من حد انا بحبه، شخص مرموق اوى علمنى الكتاب المقدس او شخص خآدم كبير اوى او قسيس كبير انا بحبه علمني الكتاب المقدس وشرحلي النص ده بالطريقة دي، وبكون رافض المعني لأن الشخص ده انا بحبه -او مش بحبه- قالي المعنى ده.
في أوقات كتيرة الكتاب المقدس بالنسبة لينا مش بيكون واضح لأننا مش بنستخدم قواعد التفسير الأساسية في فهم الكتاب القدس سواء كانت القرينة او احترام النص في اللغة الأصلية او القرينة التاريخية او فين السفر ده اتكتب وغيرها.
حاجة مهمة جدًا في الجزء ده ماينفعش كمان نتكلم او نشرح حاجة في الكتاب المقدس الكتاب نفسه صمت عنها. بعض المؤمنين بيحاولوا يعملوها ان هما يستفيضوا بشرح بعض الاجزاء ويحطوا عليها معاني جديدة لكن الحاجات دي صمت عنها الكتاب. والله كان ليه حكمة انه يتكلم بوضوح عن بعض الحاجات وحاجات تانية صمت عن اللي احنا مش محتاجينه.
أوقات كثيرة بعض المفسرين بيقعوا في خطأ معين للتفسير، ده مش بسبب مثلا ان هما عندهم حاجة وحشة - يمكن يكون عندهم دوافع غير نقية- لكن أوقات بعض المفسرين عايزين بس يضيفوا العقيدة اللاهوتية اللي عندهم على النص أو أوقات تكون بسبب جهل معين أو عدم معرفة ببعض المعلومات عن النص ده زي هو اتكتب امتى؟ لمين؟ فين بالظبط؟ ممكن تكون معلومة غايبة عنهم بتفرق اوى في الجزئية دي؟ عشان كده جزء من دراسة الكتاب المقدس هو أحنا نحاول نوصل أكتر ما يمكن للنص ده نفسه في اللغة الأصلية وفي الوقت اللي اتكتب فيه للقراء الاصليين اللي كان عندهم ونعرف هو كان يقصد إيه بالظبط.
أحيانًا كمان الكاتب كان ممكن يقصد المعنى المتسع. بولس مثلا أوقات كان يقصد معنى متسع من الكلمات. مثلا نفهم "إيمان وأمانة" هم نفس الكلمة لكن من سياق النص نقدر نفهمهم أوقات كتير ممكن يقصد معنيين للكلمة والمعنيين مش ضد بعض. ممكن يكون الكتاب يقصد معاني متسعة او تطبيقات متسعة مش ضد بعضها يمكن أوقات ده يلغبط بعض الناس لكن ده مش لغبطة، ده ممكن يكون ثراء في النص يقصد بيه حاجات مختلفة لكن بكل تأكيد هو ماينفعش يكون في حاجات متناقضة بيقصدها.
بإختصار الكتاب المقدس هو كتاب واضح في كل كلماته في المعاني الرئيسية اللي الله عايز يقولها عشان كده احنا محتاجين نكون متأكدين ومتطمأنين أن الله دايمًا موضح لينا الرسالة الرئيسية اللي هو عايز نعرفها. وإيه الحاجة اللي ربنا عايزنا نعيشها. إزاي نقدر نطيعه وإزاي نقدر نمشى وراه ونفهم شخصيته.
في رسالة بطرس الثانية الاصحاح 1 أية 21 " لانه لم تأتى نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس". مسوقين من الروح القدس بمعنى تحت إشراف الروح القدس وتحت قيادته.
Comments